ﻟﻦ ﺗﺮﻛﻊ ﺃﻣﺔ ﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺭﺏ ﺍﻷﺭﺽ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﻟﻪ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ..
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ :
) ﻭَﻟِﻠَّﻪِ ﺍﻟْﻌِﺰَّﺓُ ﻭَﻟِﺮَﺳُﻮﻟِﻪِ ﻭَﻟِﻠْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦ (
ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ..
ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻏﺮﺱ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻘﺎﻝ :
) ﻣﻦ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻃﺎﺋﻌﺎ
ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺮﻩ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﺎ (
ﻭﺑﻌﺪ ..
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :
) ﻧﺤﻦ ﻗﻮﻡ ﺃﻋﺰﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﻓﺎﻥ
ﺍﺑﺘﻐﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﺍﺫﻟﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ (
ﻧﻌﻢ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺰﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻻﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺫﻝ
ﻭﻗﻮﺍﻧﺎ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﺿﻌﻒ ﻭﻋﺰﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﻫﻲ :
ﻗﻮﺓ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ
ﻭﻛﺎﻣﻨﺔ ﻓﻰ ﺿﻤﻴﺮﻩ ﻭﻓﻰ ﻛﻴﺎﻧﻪ ﺗﺪﻓﻌﻪ
ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻋﺘﺰﺍﺯ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻋﻤﺎ
ﺳﻮﺍﻩ :
) ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺃَﻧﺘُﻢُ ﺍﻟْﻔُﻘَﺮَﺍﺀ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﻐَﻨِﻲُّ ﺍﻟْﺤَﻤِﻴﺪُ ..(
ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﻌﺘﺰ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
ﻓﻤﻦ ﺍﻋﺘﺰ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺯﻝ ﻭﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ
ﺑﻐﻴﺮﻩ ﺧﺎﺏ ﻭﺧﺴﺮ ..
ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ
ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ :
) ﻭَﺍﺗَّﺨَﺬُﻭﺍ ﻣِﻦ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺁﻟِﻬَﺔً ﻟِّﻴَﻜُﻮﻧُﻮﺍ
ﻟَﻬُﻢْ ﻋِﺰًّﺍ * ﻛَﻠَّﺎ ﺳَﻴَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ ﺑِﻌِﺒَﺎﺩَﺗِﻬِﻢْ
ﻭَﻳَﻜُﻮﻧُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﺿِﺪًّﺍ ..(
ﻓﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﺁﻟﻬﺔ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﻌﺰﺓ
ﻭﺍﻟﻐﻠﺐ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻓﻬﻢ ﻳﻌﺘﺰﻭﻥ ﺑﻬﺎ
ﻭﻳﺴﺘﻨﺼﺮﻭﻧﻬﺎ ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺫﻟﻬﻢ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺄﺗﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ
ﺧﺼﻤﺎﺀ ﺃﺷﺪﺍﺀ ﻭﺃﻋﺪﺍﺀ ﻟﻬﻢ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ...
ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻧﺠﺪ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻋﻤﻦ
ﺍﻋﺘﺰﻭﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
) ﻭَﻟِﻠَّﻪِ ﺍﻟْﻌِﺰَّﺓُ ﻭَﻟِﺮَﺳُﻮﻟِﻪِ ﻭَﻟِﻠْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ (
ﺣﻴﺚ ﻳﻀﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺭﺳﻮﻟﻪ
ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻭﻳﻀﻔﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻣﻦ ﻋﺰﺗﻪ ﻭﻫﻮ ﺗﻜﺮﻳﻢ ﻫﺎﺋﻞ ﻻ ﻳﻜﺮﻣﻪ
ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻌﺰﺓ
ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻰ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ
ﺃﺣﺮﺝ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻀﻌﻒ ﻓﻴﻪ
ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﻭﺭﺳﺦ
ﻓﺎﻟﻌﺰﺓ ﻣﻌﻪ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﺭﺍﺳﺨﺔ .
ﻟﻘﺪ ﺣﺮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻭﺣﺮﻡ ﺍﻟﺬﻝ
ﻭﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻟﻘﺪ ﺣﺮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻬﻮﻥ ﺃﻭ ﻳﺴﺘﺬﻝ ﺃﻭ
ﻳﺴﺘﻀﻌﻒ ﺃﻭ ﻳﻀﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ
ﻳﺨﺪﺵ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﻳﺠﺮﺡ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ .
ﻓﺎﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻹﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﺑﺮﺯ
ﺍﻟﺨﻼﻝ ﺍﻟﺘﻰ ﻧﺎﺩﻯ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺑﻬﺎ ﻭﻏﺮﺳﻬﺎ
ﻓﻲ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﻌﻬﺪ ﻧﻤﺎﺀﻫﺎ ﺑﻤﺎ
ﺷﺮﻉ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﻭﺳﻦ ﻣﻦ
ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ،ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻞ ﺷﻰﺀ ﻓﻰ
ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻳﻐﺮﺱ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﺰﺓ ..
ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ :
ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺗﻐﺮﺱ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻛﻞ
ﻣﺴﻠﻢ ﻓﺤﻴﻦ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ) ﻻ
ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻓﻬﻮ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﺃﻥ
ﻻﺳﻠﻄﺎﻥ ﻭﻻ ﺣﻜﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻄﻤﺌﻦ
ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ، ﻓﻼ ﻳﺨﻀﻊ ﺇﻻ ﻟﻠﻪ
ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻑ ﻭﻻ
ﻳﺨﺸﻰ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺘﻨﺒﺖ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻪ
ﻭﺗﻨﻤﻮ ﻭﺗﺮﺳﺦ ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻏﺮﺱ
ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻌﺰﺓ
ﻓﻰ ﻗﻠﻮﺏ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻻﺑﻦ
ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻣﻨﻬﺎ :
) ﺍﺣﻔﻆ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻔﻈﻚ ﺍﺣﻔﻆ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺠﺪﻩ
ﺗﺠﺎﻫﻚ . ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺖ ﻓﺎﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺫﺍ
ﺍﺳﺘﻌﻨﺖ ﻓﺎﺳﺘﻌﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ
ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻌﻮﻙ
ﺑﺸﻰﺀ ﻟﻢ ﻳﻨﻔﻌﻮﻙ ﺇﻻ ﺑﺸﻰﺀ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻭﻟﻮ ﺟﺘﻤﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﻭﻙ
ﺑﺸﻰﺀ ﻟﻢ ﻳﻀﺮﻭﻙ ﺇﻻ ﺑﺸﻰﺀ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ (
ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﻛﻮﻧﻪ ﺍﻟﻀﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﺎﻓﻊ
ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻲ ﻭﺍﻟﻤﻤﻴﺖ ﻭﺍﻟﻤﻌﻄﻰ
ﻭﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻋﺰﻳﺰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺛﺎﺑﺖ
ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ..
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ :
ﻓﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻐﺮﺱ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻰ ﻗﻠﺐ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ :
1 ــ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺰﺓ ..
ﻓﻼ ﺭﻛﻮﻉ ﻭﻻ ﺳﺠﻮﺩ ﻭﻻ ﺍﻧﺤﻨﺎﺀ ﺍﻻﻟﻠﻪ
ﻭﺗﻮﻛﻴﺪﺍ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ ﺍﺳﻤﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ
ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻟﻴﻜﺮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﻓﻰ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺭﻛﻮﻋﻪ ﻭﺳﺠﻮﺩﻩ .. ﻓﺘﺸﺮﺏ
ﺭﻭﺣﻪ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻮ ..
ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ
) ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ (
ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻰﺀ .. ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﺃﻛﺒﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ، ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ،
ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻹﺑﺎﺀ .
2 ــ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﻧﻔﺎﻕ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ ﻋﻦ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻻ
ﺃﺳﻴﺮﺍ ﻟﻤﺎﻟﻪ ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ :
) ﺗﻌﺲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ﺗﻌﺲ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ (....
3 ــ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﺗﻌﻮﻳﺪ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺼﺒﺮ ، ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺘﻌﻼﺀ ﻋﻦ
ﺷﻬﻮﺗﻲ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻭﺍﻟﻔﺮﺝ ، ﻓﻼ ﺗﺴﺘﺬﻟﻪ
ﺃﻛﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻌﺒﺪﻩ ﺷﻬﻮﺓ ، ﻓﻴﺤﻴﺎ ﻋﺰﻳﺰﺍ
ﻣﻤﺴﻜﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺻﺎﺋﻤﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﻳﻐﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .
4 ــ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ﺭﻗﻰ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻴﻰﺀ ــ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻭﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ
ﻭﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ..
ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻌﺰﺓ ، ﻭﻳﺤﻴﺎ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﺮﺍ ﻛﺮﻳﻤﺎ ﻣﺘﺠﺮﺩﺍ ﻣﺘﻔﺮﺩﺍ
ﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ .
5 ـــ ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺫﺭﻭﺓ ﺳﻨﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ
ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﻓﻴﺤﻴﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺃﻭ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﻮﺗﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ
ﻭﻳﻨﺎﻝ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺍﻷﺧﻼﻕ :
ﻭﻫﺬ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﻐﺮﺱ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻹﻳﺜﺎﺭ ﻻﻳﻌﻴﺶ ﺑﻬﺎ
ﺇﻻ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺣﻘﺎ ..
ﻭﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻤﻦ ﻇﻠﻤﻪ،
ﻭﻳﺼﻞ ﻣﻦ ﻗﻄﻌﻪ، ﻭﻳﻌﻄﻰ ﻣﻦ
ﺣﺮﻣﻪ ،ﻭﻣﻦ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﻟﻠﻪ ﺭﺣﻤﻪ ....
ﻭﻫﻜﺬﺍ
ﻭﻣﻦ ﻋﺰﺓ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﻣﺴﺘﺒﺎﺣﺎ ﻟﻜﻞ ﻃﺎﻣﻊ ..
ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﻴﺖ ﺩﻭﻥ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭﻋﺮﺿﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﺍﺭﻳﻘﺖ ﻓﻲ
ﺫﻟﻚ ﺩﻣﺎﺀ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻟﺸﺮﻓﻪ ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﺇﻻ ﺍﻋﺰﺍﺯﺍ ﻟﺠﺎﻧﺒﻪ
ﻭﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻠﻈﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻻ
ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺣﻘﻪ ﺇﻻ ﻋﻔﻮﺍ ﻛﺮﻳﻤﺎ، ﻓﻬﺬﻩ
ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺗﺰﻳﺪﻩ ﻋﺰﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺰ ، ﻭﻣﻦ
ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ
ﺍﺳﺘﻐﻀﺒﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ..
ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﺮﺋﻴﻦ
ﻋﻠﻴﻪ :
) ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺇِﺫَﺍ ﺃَﺻَﺎﺑَﻬُﻢُ ﺍﻟْﺒَﻐْﻲُ ﻫُﻢْ
ﻳَﻨﺘَﺼِﺮُﻭﻥَ ﻭَﺟَﺰَﺍﺀ ﺳَﻴِّﺌَﺔٍ ﺳَﻴِّﺌَﺔٌ ﻣِّﺜْﻠُﻬَﺎ
ﻓَﻤَﻦْ ﻋَﻔَﺎ ﻭَﺃَﺻْﻠَﺢَ ﻓَﺄَﺟْﺮُﻩُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻧَّﻪُ
ﻟَﺎ ﻳُﺤِﺐُّ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ .. (
ﻓﻔﻲ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﺼﻔﺢ
ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﺰﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ .
ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ
ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻹﺑﺎﺀ ..