The Soda Pop
Q
ﻗﺼﺔ ﺭﺟﻞ ﺳﺠﺪ ﻟﻌﺎﻫﺮﺓ
ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺃﺑﻲ
ﻣﻨﻐﻤﺴﺎً ﺑﺎﻟﻤﻠﺬﺍﺕ ﻳﻠﻬﻮ ﻭﻳﺨﺮﺝ
ﻭﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ
ﻻ ﻳﺒﺨﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺸﻲﺀ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﻠﺒﻨﺎ
ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺮﺗﺪﻭﺍ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ !!
ﻭﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻓﻴﺼﺮ ﺃﻥ ﻧﻠﺒﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺗﺠﻮﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻮﺿﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ
ﻣﻊ ﺷﺮﻗﻴﺘﻨﺎ ﺃﻡ ﻻ ﻭﺃﻋﻄﺎﻧﺎ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ) ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ
ﻭﺍﻟﺴﻬﺮ ( ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺑﻴﻦ
ﺷﺎﺏ ﻭﻓﺘﺎﻩ ﺗﺤﻀﺮ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﻨﺎ ﻧﺠﻠﺲ
ﻣﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ..
ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﻻ
ﺗﻌﺠﺒﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ﺃﻱ
ﺗﺴﻜﺖ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻭﺗﺴﻤﺢ ﺑﺒﻌﺾ ..
ﻭﺑﺤﻜﻢ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﻣﻊ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ) ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ (
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ
ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻳﻤﺎﺭﺱ
ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ
؟؟؟ !!!
ﻭﺳﺎﻓﺮ ﺃﺑﻲ ﻭﻃﺎﻝ ﺳﻔﺮﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﺷﻬﺮ .. ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﺗﺼﻞ ﺻﺪﻳﻘﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺘﻰ ﺳﺎﻓﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﺄﻥ
ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺳﻮﻑ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻏﺪﺍ
ﻭﻟﻜﻦ .... ﻣﻴﺖ .. !!
ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻏﻴﺮ
ﻣﺼﺪﻗﻴﻦ ﻛﻴﻒ؟ ﻭﻫﻮ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺻﺤﺔ
ﻭﻟﻢ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﻰﺀ ؟
ﻓﺒﻜﻴﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺃﻧﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻟﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺮﻓﺾ ﻟﻬﺎ
ﻃﻠﺐ ..
ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺟﺜﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺣﺘﻰ
ﺍﻧﻜﺒﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﺑﻜﻲ ﺑﺤﺮﻗﺔ ..
ﻭﻣﺮﺕ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻓﺎﺗﺼﻠﺖ ﺑﺼﺪﻳﻖ
ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺤﻤﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﻓﺮ ﻣﻌﻪ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ
ﻟﻲ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ ﺇﻻ ﻧﺎﺩﺭﺍ
ﻓﺘﻌﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ
ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﺃﻟﺤﺤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻭﻡ .. ﺃﺗﻰ
ﻭﻭﺟﻬﻪ ﺷﺎﺣﺐ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻳﺎ ﻋﻤﻲ : ﺃﺭﻳﺪ
ﺃﻥ ﺗﺨﺒﺮﻧﻲ ﻛﻴﻒ ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻲ .. ﻓﺄﺟﻬﺶ
ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ .. ﻓﺤﻠﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺃﻧﺎ ﻻ
ﺍﺻﺪﻕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ
ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻮﺍﻟﺪﺗﻲ ) ﺣﺎﺩﺙ ﺳﻴﺎﺭﺓ ( ﻭﺑﻌﺪ
ﺇﻟﺤﺎﺡ .. ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻔﺎﺟﻌﺔ ..
ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺎ ﺳﻬﺮﺍﻧﻴﻦ ﻭﻧﺸﺮﺏ
ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﻣﻌﻨﺎ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻓﻘﻠﺖ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺒﻨﺖ
ﺍﻟﺘﻰ ﻣﻌﻲ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﺘﻲ
ﺳﻮﻑ ﺗﺄﺗﻲ ﻭﺗﺠﻠﺲ ﻣﻌﻚ .. ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻧﺖ
ﻟﻢ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺑﻌﺪ .. ﻭﺳﻮﻑ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻵﻥ
.. ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺯﻳﻨﺘﻬﺎ ..
ﻭﻗﻒ ﺃﺑﻴﻚ ﺛﻢ ﺳﺠﺪ ﺇﻛﺮﺍﻣﺎ ﻟﺠﻤﺎﻟﻬﺎ
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﺳﺎﺟﺪ .. ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﺎﺩﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻢ
ﻳﺮﺩ .. ﻧﺎﺩﻳﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ
ﻓﺤﺮﻛﺘﻪ ﻓﺴﻘﻂ
ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻣﻴﺖ .. ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﺳﺎﺟﺪ
ﻟﻬﺎ !! ...
ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻋﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﺳﻮﺀ
ﺧﺎﺗﻤﺘﻪ ﺑﻜﻴﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ .. ﻭﺃﻳﺎﻣﺎً ﻃﻮﻳﻠﺔ
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺑﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺛﻢ ﺗﻮﺿﺄﺕ
ﻭﺻﻠﻴﺖ . ﻭﺩﻋﻮﺕ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ..
ﻭﺍﺭﺗﺪﻳﺖ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ .. ﻭﺩﻋﻴﺖ ﺭﺑﻲ ﺃﻥ
ﻳﺨﺘﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻲ ﺑﺤﺴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ...


تقبلو تحياتي الأتروشي