ﺗﻮﺑﺔ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ
ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ
ﺗﻮﺑﺘﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﻨﺖ ﺷﺮﻃﻴﺎ ﻭﻛﻨﺖ
ﻣﻨﻬﻤﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ، ﺛﻢ ﺇﻧﻨﻲ
ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻧﻔﻴﺴﺔ ! ﻭﻭﻗﻌﺖ ﻣﻨﻲ
ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻮﻗﻊ ، ﻓﻮﻟﺪﺕ ﻟﻲ ﺑﻨﺘﺎ .
ﻓﺸﻐﻔﺖ ﺑﻬﺎ
ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻓﻲ
ﻗﻠﺒﻲ ﺣﺒﺎ، ﻭﺃﻟﻔﺘﻨﻲ ﻭﺃﻟﻔﺘﻬﺎ . ﻗﺎﻝ :
ﻓﻜﻨﺖ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻤﺴﻜﺮ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻗﻲ
ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻟﻲ ﻭﺟﺎﺫﺑﺘﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﺮﻗﺘﻪ
ﻣﻦ ﺛﻮﺑﻲ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻢ ﻟﻬﺎ ﺳﻨﺘﺎﻥ ﻣﺎﺗﺖ !
ﻓﺄﻛﻤﺪﻧﻲ ﺣﺰﻧﻬﺎ . ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﺔ
ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﺔ
ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﺑﺖ ﺛﻤﻼ (2) ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﺮ؟ ﻭﻟﻢ
ﺃﺻﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺸﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﺓ . ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻓﻴﻤﺎ
ﻳﺮﺉ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﻛﺄﻥ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ، ﻭﻧﻔﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭ،
ﻭﺑﻌﺜﺮﺕ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ، ﻭﺣﺸﺮ ﺍﻟﺨﻼﺋﻖ ، ﻭﺃﻧﺎ
ﻣﻌﻬﻢ . ﻓﺴﻤﻌﺖ ﺣﺴﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻲ ،
ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﺑﺘﻨﻴﻦ (3) ﺃﻋﻈﻢ
ﻣﺎﻳﻜﻮﻥ ﺃﺳﻮﺩ ﺃﺯﺭﻕ ﻗﺪ ﻓﺘﺢ ﻓﺎﻩ
ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻧﺤﻮﻱ . ﻓﻤﺮﺭﺕ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ
ﻫﺎﺭﺑﺎ ﻓﺰﻋﺎ ﻣﺮﻋﻮﻻ .
ﻓﻤﺮﺭﺕ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﺑﺸﻴﺦ ﻧﻘﻲ ﺍﻟﺜﻮﺏ
ﻃﻴﺐ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺩ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﻠﺖ . ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ! ﺃﺟﺮﻧﻲ
ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﺃﺟﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺒﻜﻰ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﺃﻧﺎ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﻫﺬﺍ
ﺃﻗﻮﺉ ﻣﻨﻲ ﻭﻣﺎ ﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ! ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺮ
ﻭﺃﺳﺮﻉ ﻓﻠﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻥ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻚ ﻣﺎﻳﻨﺠﻴﻚ ﻣﻨﻪ . ﻓﻮﻟﻴﺖ
ﻫﺎﺭﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ ، ﻓﺼﻌﺪﺕ ﻋﻠﻰ
ﺷﺮﻑ ﻣﻦ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻓﺄﺷﺮﻓﺖ
ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ، ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ
ﻫﻮﻟﻬﺎ، ﻭﻛﺪﺕ ﺃﻫﻮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﺰﻉ
ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ! ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻲ ﺻﺎﺋﺢ : ﺍﺭﺟﻊ ﻓﻠﺴﺖ
ﻣﻦ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻓﺎﻃﻤﺄﻧﺖ ﺍﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ
ﻭﺭﺟﻌﺖ , ﻭﺭﺟﻊ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻓﻠﻢ ﺗﻔﻌﻞ
ﻓﺒﻜﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻧﻲ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﻟﻜﻦ
ﺳﺮ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻓﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻭﺩﺍﺋﻊ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻚ ﻓﻴﻪ ﻭﺩﻳﻌﺔ
ﻓﺴﺘﻨﺼﺮﻙ ﻗﺎﻝ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺟﺒﻞ
ﻣﺴﺘﺪﻳﺮ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ ﻭﻓﻴﻪ ﻛﻮﻯ ﻣﺨﺮﻣﺔ
ﻭﺳﺘﻮﺭ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻛﻮﻩ ﻭﺧﻮﺧﺔ
ﻣﺼﺮﺍﻋﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻻﺣﻤﺮ ﻣﻔﺼﻠﺔ
ﺑﺎﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﻣﻜﻮﻛﺒﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
ﻣﺼﺮﺍﻉ ﺳﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮﺕ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻟﻴﺖ ﻣﻨﻪ ﻫﺮﺑﺎ ﻭﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻣﻦ
ﻭﺭﺍﺋﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﺫﺍ ﻗﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺻﺎﺡ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﺭﻓﻌﻮﺍ ﺍﻟﺴﺘﻮﺭ ﻭﺍﻓﺘﺤﻮﺍ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻳﻊ ﻭﺍﺷﺮﻓﻮﺍ ﻓﻠﻌﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ
ﻓﻴﻜﻢ ﻭﺩﻳﻌﺔ ﺗﺠﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﻩ ﻓﺎﺫﺍ
ﺍﻟﺴﺘﻮﺭ ﻗﺪ ﺭﻓﻌﺖ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻳﻌﻘﺪ
ﻓﺘﺤﺖ ﻓﺎﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻣﺎﺕ
ﺍﻃﻔﺎﻝ ﻭﺟﻮﻩ ﻛﺎﻻﻗﻤﺎﺭ ﻭﻗﺮﺏ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ
ﻣﻨﻲ ﻓﺘﺤﻴﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻣﺮﻱ ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻌﺾ
ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻭﻳﺤﻜﻢ ﺍﺷﺮﻓﻮﺍ ﻛﻠﻜﻢ ﻓﻘﺪ
ﻗﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻋﺪﻭﻩ ﻓﺎﺷﺮﻓﻮﺍ ﻓﻮﺟﺎ ﺑﻌﺪ
ﻓﻮﺝ ﻭﺍﺫﺍ ﺍﻧﺎ ﺑﺎﺑﻨﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﻗﺪ
ﺍﺷﺮﻓﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺗﻨﻲ ﺑﻜﺖ
ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺍﺑﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ !! ﺛﻢ ﻭﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﻛﻔﺔ
ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻛﺮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻣﺜﻠﺖ ﺑﻴﻦ
ﻳﺪﻱ ﻓﻤﺪﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﻳﺪﻱ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻓﺘﻌﻠﻘﺖ ﺑﻬﺎ ﻭﻣﺪﺕ ﻳﺪﻫﺎ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﻓﻮﻟﻲ ﻫﺎﺭﺑﺎ .
ﺛﻢ ﺍﺟﻠﺴﺘﻨﻲ ﻭﻗﻌﺪﺕ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻱ
ﻭﺿﺮﺑﺖ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﺍﻟﻰ ﻟﺤﻴﺘﻲ
ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺍﺑﺖ ) ﺍﻟﻢ ﻳﺄﻥ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺍﻥ
ﺗﺨﺸﻊ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻓﺒﻜﻴﺖ :
ﻭﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺔ ! ﻭﺍﻧﺘﻢ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ
ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺍﺑﺖ ﻧﺤﻦ ﺍﻋﺮﻑ
ﺑﻪ ﻣﻨﻜﻢ ﻗﻠﺖ : ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺍﺩ ﺍﻥ ﻳﻬﻠﻜﻨﻲ ﻗﺎﻟﺖ ﺫﻟﻚ ﻋﻤﻠﻚ
ﺍﻟﺴﺆ ﻗﻮﻳﺘﻪ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺍﻥ ﻳﻐﺮﻗﻚ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ
ﺟﻬﻨﻢ ﻗﻠﺖ : ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻱ
ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﻗﺎﻟﺖ : ﻳﺎ ﺍﺑﺖ !
ﺫﻟﻚ ﻋﻤﻠﻚ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﺿﻌﻔﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻃﺎﻗﺔ ﺑﻌﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﺆ ﻗﺎﻟﺖ ﻳﺎ
ﺑﻨﻴﺔ ! ﺫﻟﻚ ﻋﻤﻠﻚ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﺿﻌﻔﺘﻪ
ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻃﺎﻗﺔ ﺑﻌﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﺆ
ﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﺒﻞ ؟ ﻗﺎﻟﺖ : ﻧﺤﻦ ﺍﻃﻔﺎﻝ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﺳﻜﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺗﻘﻮﻡ
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻧﻨﺘﻈﺮﻛﻢ ﺗﻘﺪﻣﻮﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﻓﻨﺸﻔﻊ ﻟﻜﻢ
ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ : ﻓﺎﻧﺘﺒﻬﺖ ﻓﺰﻋﺎ ﻭﺍﺻﺒﺤﺖ
ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺍﻟﻤﺴﻜﺮ ﻭﻛﺴﺮﺕ ﺍﻻﻧﻴﺔ ﻭﺗﺒﺖ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ
ﺗﻮﺑﺘﻲ
تقبلو تحياتي الأتروشي