Teya Salat
Q
ﻗﺼﺔ ﻭﻟﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺃﺑﻴﻪ
ﻫﺬﻩ ﻗﺼﺔ ﻋﻦ ﻃﻔﻞ ﺑﻌﻤﺮ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ
ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﺑﺎﻩ ﻭﻫﺬﺍ
ﻣﺎﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺔ :
ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺷﻴﺦ ﺟﻠﻴﻞ ﺻﺎﺩﻕ ﻓﻘﺎﻝ
:
ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﺻﻐﺮ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ؟
!
ﻗﻠﺖ : ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ !
ﻗﺎﻝ : ﻻ ؛ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ؟ ﻗﻠﺖ :
ﻫﺎﺕ
!
ﻗﺎﻝ ﺍﺳﻤﻊ
:
ﻟﻲ ﻗﺮﻳﺐ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ؛
ﻓﺄُﻏﺪِﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺠﺎﻩ . ﻓﺄﺻﺒﺢ
ﻟﻪ ﺷﺄﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺒﻴﺮ ؛ ﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ﻧﺼﻴﺐ ﺇﻻَّ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ !
ﻓﻬﻲ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ؛ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻻ ﻳﻄﺮﻕ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ﺑﺎﺑﺎً ﻣﻊ
ﻭﻓﻮﺭ ﺻﺤﺘﻪ ﻭﺳﻌﺔ ﺭﺯﻗﻪ
.!
ﺭَﺯَﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﺍﺑﻨﺎً ﺟﻤﻴﻞ
ﺍﻟﻄﻠﻌﺔ ؛ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻓﺮَّﻗﻪ ﻓﻲ
ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻔﻄﻨﺔ ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ؛ ﻭﻫﻮ
ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺴﺖ
ﺳﻨﻮﺍﺕ !! ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ
ﺑﻌﺪ
.
ﺟﺎﺀ ﻳﻮﻣﺎً ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺑﻴﻪ ؛ ﻭﺃﺑﻮﻩ
ﺳﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﻏﻴّﻪ ؛ ﻗﺪ ﺳﻤّﺮ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻲ
ﺷﺎﺷﺔ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﻭ ) ﺍﻟﺮﻳﻤﻮﺕ ﻛﻨﺘﺮﻭﻝ (
ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻳﻘﻠﺐ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ؛ ﻭﻓَﻐﺮَ ﻓﺎﻩ
ﻛﺎﻷﺑﻠﻪ ﻭﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ . ! ﺩﺧﻞ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﺭﺃﺳﻪ ﻳﻨﻄﻒ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ
ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻛﺬﻟﻚ ؛ ﻣﺸﻤﺮﺍً ﻋﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺗﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻳﻘﻄﺮ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﺃﻳﻀﺎً .. ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺑﻴﻪ .. ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ
ﻧﻈﺮﺓ
ﻃﻔﻮﻟﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ
!
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ
:
-
ﺳﻼﻣﺎﺕ ! ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ؟
!
-
ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺜﻐﺔ ) ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺜﺠﺪ .. ﺃﺭﻭﺡ ﺃﺛﻠﻲّ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺙ .. ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺜﻠﻤﻴﻦ ﻣﺎﻧﻲ ﺫﻳّﻚ ﻳﻬﻮﺩﻱ .. ﺃﻧﺖ ﻳﺎﺑﺎﺑﺎ
ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻣﺎ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﺜﻼﺓ ( ﻭﺗﺮﺟﻤﺔ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ) ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺃﺫﻫﺐ ﺃﺻﻠّﻲ
ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﺴﺖ ﻣﺜﻠﻚ
ﻳﻬﻮﺩﻳﺎً ؛ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻣﺎ ﺗﺤﺐ
ﺍﻟﺼﻼﺓ
.. (
) -
ﻏﺺ ﺍﻷﺏ ﺑﺮِﻳﻘﻪ .. ( ﻳﺎ ﻭﻟﺪ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ؟
!
-
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺛﺤﻴﺢ ) ! ﺻﺤﻴﺢ .. ( ﺛﻢ ﻭﻟّﻰ
ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻷﺏ ﻓﻲ ﺩﻫﺸﺘﻪ
!..
ﻣﻜﺚ ﺍﻷﺏ ﺳﺎﻋﺔ ﺇﻻّ ﺭﺑﻌﺎً ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻻ ﻳﻠﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ
ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺬﻑ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺫﻫﺐ
.
ﺍﻧﺘﻈﺮﻩ ﺑﻔﺎﺭﻍ ﺍﻟﺼﺒﺮ .. ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻓُﺘﺢ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﺼﻐﻴﺮ ﻳﺪﺧﻞ
...
-
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺄﺧﺮﺕ
!..
) -
ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺑﺎﺭﻭﺡ ﺃﺛﻠّﻲ ! ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺙ
(
ﺃﻗﺴﻢ ﺍﻷﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻤﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻪ
ﺑﺴﻮﺀ ﻭﻻ ﺃﻥ ﻳﻤﺪ ﻧﺤﻮﻩ ﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ؛
ﻭﻻ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﺸﺘﻢ ؛ ﺭﻏﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳُﻌﺮﻑ
ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺏ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻭﺟﺒﺮﻭﺕ
..
* * *
ﻣﻜﺚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺳﻨﺘﻴﻦ
ﻛﺎﻣﻠﺘﻴﻦ .. ﻗﺎﻝ : ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﺮﺓ
ﻟﻠَّﻌﺐ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ؛
ﻓﺠُﻦَّ ﺟﻨﻮﻥ ﺍﻷﺏ ﻭﻗﺮﺭ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻟﻠﺒﺤﺚ
ﻋﻨﻪ ؛ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳُﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﺫ ﺑﺎﻟﺒﺎﺏ
ﻳُﻔﺘﺢ .... ﻭ
..
-
ﺃﻳﻦ ﻛﻨﺖ ؟ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻋﻨﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ..
ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻏﺮﻓﺔ .. ﻣﺎﺑﻘﻲ ﺇﻻَّ ﺃﻥ
ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﺮﻃﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻀﺮﺓ
ﺟﻨﺎﺑﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
!
) -
ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ .. ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ .. ﺃﻧﺖ ﻟﻴﺶ ﻣﺎ ﺗﻔﻬﻢ ..
ﺃﻧﺖ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻳﻬﻮﺩﻱ ! ﻟﻌﺒﺖ ﻭﺑﻌﺪﻳﻦ ﺻﻠﻴﺖ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺗﻜﻠﻤﺖ ﻣﻊ ﺟﺎﺭﻧﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ
ﻭﺟﺌﺖ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .. ﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮﺕ
.. (
-
ﻗﺎﻝ ﺍﻷﺏ : ﻟﻢ ﺃﻉِ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺇﻻَّ ﻭﺩﻣﻮﻋﻲ
ﺗﻨﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻱ ... ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ . ؟ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻠﻘﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻆ ﺍﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ
ﺍﻟﺬﻧﺐ ؛ ﻣﻦ ﻃﻔﻞ ﺃﻧﻄﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺑﺎﻟﺤﻖ ؟ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮ
ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﻣﻪ ﺭﻏﻢ ﺻﻼﺣﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ
ﺗﻠﻘﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ
ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺷﻴﺌﺎً ﻛﺎﻥ
.!
ﺗﺄﻣﻠﺘﻪ ﻃﻮﻳﻼً .. ﻭﻗﺪ ﺩﺧﻠﺘﻨﻲ ﻫﻴﺒﺔ
ﻣﻨﻪ ؛ ﻭﻗﺬﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﺤﺒﺔ
ﻣﻤﺰﻭﺟﺔ ﺑﺮﻫﺒﺔ .. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲَّ ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ .. ! ﺑﺮﻫﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺮﺕ ﺑﻨﺎ ..
ﻭﺻﻤﺖ ﻭﻧﻈﺮﺍﺕ .. ﻟﻢ ﻳﻘﻄﻊ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺇﻻّ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﻖ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻟﺼﻼﺓ
ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ .. ﺻﻮﺕ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ
ﺃﺗﺬﻛﺮ ﻣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺓ ﺩﺧﻠﺘﻪ
!
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲَّ ﻭﻟﺪﻱ ﻛﻤﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ : ﻳﺎ ﺃﺑﻲ
ﺧﺬ ﺑﻴﺪﻱ ﻭﻫﻴﺎ ﺑﻨﺎ ﺳﻮﻳﺎً ﺇﻟﻰ ﺭﺣﺎﺏ
ﺍﻟﻠﻪ ... ﻗﻔﺰﺕ ! ﻭﺣﻤﻠﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻲّ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻮﺿﺄﺕ ﻭﻗﺒﻠّﺘُﻪ ﻗﺒﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ
ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﺩﻣﻮﻋﻲ
ﺗﻐﻄﻲ ﺧﺪﻩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻟﻢ ﺃﻛﺪ ﺃﺿﻊ ﺃﻭﻝ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ
ﻋﺘﺒﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﺑﻨﻲ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻄﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ؛ ﻛﻠﻤﺎ ﻟﻘﻲ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ ؛ ﻋﺮّﻓﻬﻢ
ﻋﻠﻲّ
:
-
ﻫﺬﺍ ﺑﺎﺑﺎ .. ﻳﺎ ﻋﻢ ) ﺃﺣﻤﺪ !..( ﻳﺎ ﻋﻢ
) ﻓﻬﺪ ( ﻫﺬﺍ ﺑﺎﺑﺎ .. ﻫﺬﺍ ﺑﺎﺑﺎ ﻳﺎ
.…
ﺗﻮﺍﻓﺪ ﺍﻟﻤﺼﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻳﻬﻨﺌﻮﻥ ﺃﺑﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ! ﻭﺩﺧﻮﻟﻪ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ
.
* * *
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ :! ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺗﻌﻠﻮ ﻭﺟﻬﻪ ﻧﻀﺮﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ؛ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻮﻩ ﻛﺂﺑﺔ ﻭﻗﺘﺮﺓ ﻭﻏﺒﺮﺓ ..
ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺗﻜﺴﻮ ﻭﺟﻬﻪ ﻟﺤﻴﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ! ﻭﻛﺎﻥ
ﻳﺤﺪﺛﻨﻲ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﻳﺰﻋﺠﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ؛ ﻧﻮﻗﻈﻪ ﻟﻴﻐﺘﺴﻞ
ﻭﺗﻄﻴﺒﻪ ﺃﻣﻪ
ﻟﻴﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ
..
ﻓﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻛﻨﺖ ﺃﺭﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻳﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ
ﻓﺄﺳﺘﻐﺮﺏ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻣﻌﻘﻮﻝ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤﺎً ﻋﻠﻰ
ﺻﻐﺮﻩ ﻭﻟﻌﺒﻪ .. ﻭﻳﻔﺸﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ
ﻛﺒﺮﻧﺎ
ﻭﺟِﺪِّﻧﺎ
.... !
* * *
ﻭﺑﻌﺪ .. ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻣﺮﺍً
ﻫﻴﺄ ﻟﻪ ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ ؛ ﻭﻫﻞ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﻃﻔﻞٍ
ﻳﻨﺸﺌﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﻳﺤﻮﻃﻪ
ﺑﺤﻔﻈﻪ ؛ ﻭﻫﻞ ﻳﻨﺘﻈﺮ ) ﺑﻌﺾ ( ﺍﻵﺑﺎﺀ
ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩﻫﻢ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ..
ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻫﻢ ﻋﻮﻧﺎً ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ؛ ﻭﻫﻞ ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ
ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺑﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺮﺑﻲ ﺃﺑﺎﻩ

ﻭﻛﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﻌﺘﺒﺮ
..!


تقبلو تحياتي الأتروشي